التعلم والتعليم والتدريس والفرق بينهم
هناك تداخلات بسيطة في مفهوم التعلم والتعليم والتدريس، فهناك نقاط اختلافٍ بينها، حيث أنّ لكلٍ منهم مفهوم أو تعريف يختلف عن الآخر، وقد أعددنا لك في مقالنا اليوم بعض المعلومات لتعرف ما هو الفرق بين التعلم والتعليم والتدريس، فتابع معنا.
يمكن تعريف العلم على أنه إدراكٌ للأشياء بشكل قاطع، والعلم هو عكس الجهل، وقد تم تعريف العلم حديثًا على أنه النشاط الفكري الذي يعتمد على سلوك العالم بطبيعته. يقوم العلم على نهضة المجتمع وترقيته ورفعته، لذلك كان لا بدّ في جميع أنحاء دول العالم أن تهتم بالتعليم اهتمامًا بالغًا، حتى تُنشئ جيلًا يحافظ على بلاده من الجهل والغرق في التخلف.
يتضمن العلم علوم عديدة وكثيرة، منها علم الأحياء، وعلم اللغة، وعلم الأرض وغيرها الكثير.
⇐اقرأ أيضًا: موضوع عن اللغة العربية
ما هو التعلم؟
التعلم يمكن تعريفه على أنه المعلومات والمعارف التي يكتسبها الإنسان، فعند تلقيه لمعلومات حول علومٍ ما، يحاول اختزانها وفهمها بشكل جيد، لا يمكن القول أن الطالب المدرسي أو الجامعي هو وحده شخصٌ متعلم، بل كلّ من يحاول الحصول على معلومة، أو يسعى إلى اكتساب معرفة وعلوم، سواءً كان طالبًا مدرسيًا أو جامعيًا أو غيرهما، يسمى عندها شخصًا يسعى إلى التعلّم.
كما أن التعلّم لا ينحصر في علومٍ محددة، فالعلم -كما ذكرنا- له مجالات واسعة، وعلومٌ متخصصة كثيرة، فإن بحث أحدٌ ما ليعرف ويكتسب معلومات عن إحدى العلوم فهو يسعى للتعلّم، فقد يكون العلم الذي يبحث عنه عن علم الهندسة، أو علوم الشريعة، أو علم الحيوان.
هناك بعض المفاهيم التي تساعد على عملية التعلّم، وتُعتبر أساسية في التعلّم، وتندرج هذه المفاهيم تحت مُسمى "الخارطة الذهنية"،
تتعدد الخرائط المفاهيمية، ويستخدمها كل متعلم لإعانتهِ على فهم العلوم وتبسيطها، وترسيخها بشكل جيد، والخرائط هي:
خارطة الرسوم البيانية:
يتم استخدام هذه الخارطة في علوم الأرقام والرياضيات، وتساعد هذه الخارطة على تبسيط العمليات الحسابية والنتائج على المتعلّم.
الجداول:
يتم استخدام الجداول غالبًا في عمليات المقارنة، فهي مفيدة جدًا في هذه الحالة، وتقوم على اختصار تلخيص المعلومات.
خارطة التدفق:
يتم استخدام هذه الخارطة من أجل تنظيم وإدارة عملية التعلم.
قد يكون التعلم معتمدًا على شخصٍ يؤخذ منه المعلومات المرادة، وقد يبحث الشخص ويستفسر ويجرّب حتى يحصل على المعلومات، فعندما تعتمد على فردٍ لتعليمك، فأنت هنا في حالة تعلّم وتعليم، والتعلّم هو للشخص المتلقي للمعلومات، والتعليم يقوم بهِ الشخص الذي يقدّم المعلومات للمُتلقي،
فما هو تعريف التعليم؟
ما هو التعليم؟
التعليم عبارة عن عمليات يسعى فيها المُعلّم على مخاطبة عقل المتعلم، وتزويده بالمعلومات بطرقٍ مختلفة ومتناسبة، التعليم لا يشملُ فقط تعليم الطالب العلوم، وإنما يشمل تعليمه سلوكيات معينة،
هناك سلوكيات يتم اتباعها من أجل تعليم الأفراد، وهي الطرق التي يستخدمها المعلم في تعليم متعلميه، ومنها:
المعرفة السلوكية:
هذه المعرفة تعتمد على تعليم الطالب على سلوكٍ معين
المعرفة الوجدانية:
إن المعرفة الوجدانية تهدف إلى عزل عاطفة الطالب عن مشاعره وعن عقلهِ، فعملية التعليم سيمرعليها أمور تُشعل مشاعر وعاطفة الطالب، وهذا الأمر يجب التركيز عليه، ويجب تدريب الطالب على عزل مشاعره عن عقله، فعملية التعليم تسعى لتطوير عقل الطالب وإعطائه العلوم والمعرفة، لذلك فالعواطف والمشاعر يجب أن تكون بعيدة عن هذه العملية، فهي تؤثر بشكل سلبي.
عملية التعليم تتضمن أساسيات يجب التركيز عليها، لتكوين متعلم مثالي، وهي:
- تعليم المتعلم على تقبل النقد، وذلك باستخدام أسلوب النقد البنّاء، وهذا الأمر ضروري.
- عدم الثبات في طرق إلقاء المعلومة على المتعلم، لأن ذلك سيشعره بالملل وسيؤثر على تركيزه وتلقيه للمعلومات، لذلك يجب تغيير طريقة إلقاء المعلومة.
- معرفة مستوى عقل المتعلم، من أجل معرفة كيفية مخاطبة عقله بالطريقة الصحيحة والمناسبة له.
⇐اقرأ أيضًا: تعلم الإنجليزي للأطفال المبتدئين
ما هو التدريس؟
لقد شرحتُ لكم الفرق بين التعلم والتعليم، فهيّا بنا لنعرف ما هو الفرق بين التعلم والتعليم والتدريس.
قد تقول في نفسك وتظنّ أن التعليم يحمل نفس مفهوم التدريس، أو ربما تظن أن الكلميتن عبارة عن مرادفتين لا أكثر، لا يا عزيزي، فالتعليم كما شرحنا هو إلقاء المعلومة على الطالب، أما التدريس فهو أمر أكثر صعوبةً، حيث يعتبر التدريس عبارة عن وصل المعلم بالمتعلم، أو يمكن القول أنها العملية التي تساعد على تهيئة وتجهيز عقل الطالب ليكون مستعدًا لتلقي المعلومات من المعلم، لا يمكن القيام بالتدريس بخطوات بسيطة فحسب، بل هناك عدة مهارات يجب القيام بها من قِبل المعلم ليصبح مّدرس، وهذه المهارات:
مهارة إدارة الصف: يعاني الكثير من المعلمون من إدراة صفهم، وهذا يؤثر بشكل سلبي على عملية التعليم، وهذه المهارة يجب تعلمها من أجل توفير الجو المناسب لإلقاء المعلومات.
مراعاة الفروق الفردية: في الصف الواحد هناك طلابٌ مختلفون، ومتشابهون، ومميزون، فلا بدّ من المدرّس من مراعاة هذا الأمر.
مهارة التهيئة: تهيئة عقل الطالب قبل البدء بطرح المعلومات له هو أمرٌ غاية في الأهمية، حيث من الممكن ألا تترسخ أي معلومة في عقل الطالب إذا لم يكن عقله مهيئًا لقبول المعلومات.
ويمكنك اتباع بعض الأساليب تستطيع من خلالها ايصال المعلومات بطريقة محببة للمتعلمين :
- مراعاة الفترة الزمنية المخصصة لدرسك، وعدم الزيادة أو النقصان عليها.
- إدراك فروقات مستويات الطلاب، والتعامل معهم بطرقٍ مختلفة.
- استخدام أساليب التدريس الحديثة.
- ترك الطالب أن يسأل، أو أن يُبدي رأيه بحرية كاملة.
⇐اقرأ أيضًا: تعلم النطق للأطفال
مهارات التدريس الفعالة
إن المُدرس الناجح يسعى دائمًا لتطوير نفسه في هذه العملية، ويهدف دائمًا إلى تحقيق مهارات التدريس، والتي تشمل:
مهارة التخطيط
قبل أن يتم البدء بالعملية التدريسية يجب وضع المخططات اللازمة لهذه العملية، حيث يتضمن هذا المخطط الفترة الزمنية لبداية ونهاية العملية التدريسية، والكمية التي ستُعطى، وما إلى ذلك.
مهارة التنفيذ
وبعد الانتهاء من وضع المخطط بشكل دقيق، يأتي هنا عملية التنفيذ بشكل دقيق على أساس المخطط الموضوع، حيث ستمشي اتباعًا للخطوات والمراحل التي وضعتها في مخططك.
مرحلة التقويم
بعد أن انتهيت من عملية التدريس وفق مخططك، الآن يجب عليك أن تقيس مدى نجاحك ووصولك إلى هدفك الذي وضعته.
والآن لا بدّ أنك علمت الفرق بين التعلم والتعليم والتدريس، فهناك تشابهٌ بعض الشيء في مفاهيمهم، ولكن لكلٍّ منهم مفاهيم وأساسيات خاصة به، فإن كنت من المعلمين فاتبع ما شرحته لك لتكون معلمًا ناجحًا.
لقد قدمتُ لكم في مقالي اليوم شرحٌ عن الفرق بين التعلم والتعليم والتدريس، وقدمت لكم تعريف كل مفهومٍ منه، آمل أن تكونوا قد استفدتم منه، كل التوفيق للمتعلمين والمعلمين والمدرسين، دمتم بخير.